كراكوف منفتحة على العالم

مطار كراكوف – البوابة على الخليج العربي

يسترجع مطار كراكوف بشكل منهجي مستوى تدفق السياح من قبل انتشار الجائحة. ويعمل المطار باستمرار على تطوير عرضه، مسجلا أرقاما قياسية جديدة في أعداد المسافرين بالأشهر الأخيرة. تعتبر شبكة الرحلات الجوية من وإلى كراكوف والتي تزداد غنا بشكل متزايد ذات أهمية رئيسية لتنمية السياحة في المدينة ومنطقة ماووبولسكا. وصلت أول طائرة من دبي إلى كراكوف في أبريل / نيسان من عام 2018، ولكن لم تزدهر الروابط بين ماووبولسكا ومنطقة الخليج العربي إلا بعد انتهاء الجائحة. منذ أغسطس / آب 2023، تقدم شركة طيران فلاي دبي ما يصل إلى ثلاث رحلات يوميا على خط كراكوف - دبي في أيام الاثنين والخميس والسبت، بينما في الأيام الأخرى من الأسبوع هناك رحلتان في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تطير طائرات ويز اير إلى أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، يومي الاثنين والجمعة. مما لا شك فيه أن إمكانية الوصول إلى كراكوف هي أحد العوامل التي تشجع قدوم السياح من منطقة الخليج. فقط في يوليو / تموز 2023 سافر ما يقرب من 14000 ضيف من الدول العربية إلى عاصمة ماووبولسكا.

إرث كراكوف الفريد

المدينة القديمة هي بلا شك معلم كراكوف السياحي المميز. في عام 1978، تم إدراج قلب كراكوف التاريخي، إلى جانب حي كاجيميج (والذي كان في يوم من الأيام مدينة منفصلة، واليوم تطور إلى منطقة خلابة) في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي. كان هذا لحظة تحول. أصبح مجمع كراكوف الحضري آنذاك واحدا من 12 مكانا تم إدراجها أولا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. اكتسبت المدينة القديمة مع قلعة فافيل الملكية اعترافا بكونها خزينة فريدة من الآثار والكنوز والتحف الفنية والأساليب المعمارية. حي كاجيميج، من ناحية أخرى، هو مكمل طبيعي لكراكوف القديمة، مليء بالتأثيرات اليهودية والمسيحية المتداخلة والمتشابكة. وإذا أضفنا إلى ذلك مدينتين أخريين أصبحتا أجزاء من كراكوف: بودغوجيه الواقعة على الضفة الأخرى لنهر فيستولا، والمدينة الاشتراكية المثالية نوفا هوتا، فإننا سنحصل على فسيفساء حضرية رائعة تحتاج ببساطة إلى استكشافها.

كان لتاريخ كراكوف المتعدد العصور وتداخل الثقافات فيها تأثير واضح على تقاليد وعادات المدينة. يمكن رؤيتها في كل خطوة - في ساحة السوق الرئيسية، حيث يُعزف كل ساعة نداء على البوق من برج كنيسة مريم العذراء. يتطلع السياح دائما إلى سماع هذه الموسيقى عند سفح كنيسة مريم العذراء. بعد إكمال ندائه، يلوح عازف البوق بيده إلى المستمعين، الشيء الذي يقابل دائما بردود ودية من المجتمعين. وعلى الرغم من أن قصة اللحن المتقطع فجأة تحيي ذكرى عازف البوق الشجاع الذي لقي مصرعه، وهو يحذر سكان المدينة من اقتراب الغزاة التتار، هي مجرد أسطورة من القرن العشرين الميلادي، فمن الجدير بالذكر أن كراكوف هي المدينة الوحيدة في العالم التي يستمر فيها منذ القرون الوسطى وحتى يومنا هذا تقليد العزف على البوق كل ساعة يوميا.

تعد زيارة كراكوف في فصل الربيع فرصة للتعرف على تقاليد محلية أخرى. في ذلك الوقت، يحتفل السكان بـ "إيماووس" أي أحد مهرجانات عيد الفصح، حيث يمكنهم معرفة ثراء المنتجات التقليدية. أما في شهر يونيو / حزيران، فيجول شوارع المدينة حصان أسطوري يدعى "لايكونيك" ذو ألوان زاهية وعلى ظهره راكب ملتح يرتدي زيا شرقيا. يحمل في يده صولجانا، يقال إن ضرباته تجلب الحظ السعيد. ولهذا السبب لا يتهرب الأشخاص الذين يراقبون موكب "لايكونيك" من تلقي ضربتين خفيفتين منه بعصا مزخرفة، بل ويطالبون بها.

يشهد شهر يونيو / حزيران في كراكوف احتفالات أكاليل الزهور. تقليديا، كانت هي في الماضي عطلة عيد مرتبطة بالانقلاب الشمسي الصيفي، حيث اُشعلت النيران ورُميت أكاليل من الزهور والأعشاب في الماء. حاليا، لا تزال نساء كراكوف يتزينّ بأكاليل الزهور في عيد الانقلاب الشمسي، لكن هذه العادة مصحوبة اليوم بمهرجان تقام خلاله العديد من الحفلات الموسيقية في شوارع وساحات كراكوف. بعد ذلك بقليل، خلال العطلات الصيفية، يصبح نهر فيستولا مسرحا فريدا لما يُعرف بموكب التنانين العظيم، حيث تتجول التنانين العائمة على الماء برشاقة وسط منحنى نهر فيستولا، وترافق موكب هذه المخلوقات الأسطورية الملونة موسيقى رائعة وألعاب نارية وعروض بأشعة الليزر. ومن آثار أساطير وقصص كراكوف تمثال التنين الذي ينفث النار، والذي يحرس حتى يومنا هذا مدخل الكهف أسفل قصر قلعة فافيل.

يتجلى الارتباط بالتقاليد أيضا من خلال العديد من الأحداث التي تجري وتقام في سوق كراكوف القديمة، ومنها احتفالات رائعة للفولكلور والحرف اليدوية - معرض الفنون الشعبية وأسواق أعياد الميلاد السحرية المصحوبة بمسابقة مهد عيد ميلاد المسيح. من الضروري أن نذكر هنا أن تقاليد صناعة مهد عيد الميلاد في كراكوف قد وجدت مكانها في القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. إن الارتباط بالعادات المحلية ورعاية التقاليد هو ما يجعل كراكوف تبقى في ذاكرة زوارها لفترة طويلة.

في السنوات الأخيرة، نال تراث الطهي في كراكوف أيضا تقديره المستحق. حاليا، تعد كراكوف مركزا أوروبيا لفن الطهي، يقيمه الذواقة تقييما عاليا. الحقيقة التي تُوجت بحصول مدينة كراكوف في عام 2019 على اللقب المشرف للعاصمة الأوروبية لثقافة فن الطهي. وفي عام 2023 أصبحت المدينة تفتخر بوجودها الموسع في دليل ميشلان المرموق لذواقة العالم، حيث سُجل ما يصل إلى 18 مطعما في أحدث إصدار لهذا الدليل الأحمر الشهير. أحد هذه المطاعم، بوتيلييريا 1881، كان أول مطعم نال نجمتي ميشلان في بولندا. هذا دليل قاطع على أن قطاع فن الطهي في كراكوف مزدهر ويمكن للزوار اعتباره متعة للتذوق.

الثروة الخضراء للمدينة

بفضل مساحاتها وفضاءاتها الخضراء، تسحر مدينة كراكوف زوارها وتسعدهم في كل فصل من فصول السنة. يزداد تقدير السياح لأهمية حدائقها وبساتينها وساحاتها التي تزيد المدينة روعة وامتيازا، وتسمح لهم بالراحة بين حفيف الأشجار. خضرة كراكوف ليست فقط في "بلانتي" - طوق من الأشجار المهيبة المحيط بالمدينة القديمة، حيث يتشابك التاريخ مع الطبيعة. الطبيعة موجودة أيضا بشكل غابات تكتظ بالتلال شديدة الانحدار، والعديد من المتنزهات والهضبات المحاطة بالأساطير القديمة، والتي تمتد من قممها مشاهد رائعة على بانوراما مدينة الملوك البولنديين. واحدة من أقدم الحدائق في كراكوف هي حديقة بيدنارسكي التي أعيد تنشيطها مؤخرا، حيث قيل إن الساحر الأسطوري تفاردوفسكي كان لديه مرسمه بين صخور الحجر الجيري فيها. ويمكن للسياح الباحثين عن الاسترخاء بعيدا عن وسط المدينة الاستفادة من مناطق الجذب التي توفرها بحيرة نوفا هوتا المحاطة بالمساحات الخضراء، وتجربة فوائد المناخ المحلي الصحي لأبراج استنشاق الأملاح الطبيعية. وبجانب "أرينا تاورون" أحد أكبر الملاعب والمرافق الترفيهية والرياضية في بولندا وفي نفس الوقت بطاقة أعمال المدينة، توجد "ما يسمى بـ "مالديف كراكوف" وهي بركة محاطة بالخضرة، ويأتي اسمها من اللون الأزرق الفاتح المميز لمياهها.

المناظر الخلابة وواحات الطبيعة هي المزايا التي يبحث عنها السياح الذين يرغبون في الاسترخاء بعيدا عن أشعة الشمس الجنوبية القاسية. كراكوف، مهد الثقافة والحضارة وواحدة من أكثر العواصم الأوروبية اخضرارا، تضع كل ذلك بالتأكيد في متناول يدك.

جودة عالية من العرض السياحي

إن كرم السكان والجو المضياف والعرض الجذاب والبنية التحتية الحديثة تشجع الضيوف من جميع أصقاع العالم على القدوم إلى كراكوف واكتشافها، بما فيهم السياح من شبه الجزيرة العربية. يقدر زوار كراكوف الجودة الفائقة لأماكن الإقامة المتوفرة بأسعار مقبولة. يوجد أكثر من 180 فندقا في المدينة، بما في ذلك 20 فندقا من فئة خمس نجوم، كما يجدر ذكر فنادق البوتيك التي تتمتع بشعبية لا تضاهى، والتي تسعد بديكورها وتصميماتها الداخلية الساحرة. كل هذا يعني أن العرض السياحي في كراكوف قادر على تلبية توقعات كل سائح متطلب للغاية. كراكوف في انتظار المزيد من الضيوف، وما تقدمه لهم يجعلهم بالتأكيد يرغبون بالعودة إليها مستقبلا.